احببت ابنه خالتى حبا جما ولكن اختها وكنت اظنها تحب اختها قامت بالتفريق بينى وبينها وانا كنت اعتبرها وسيطا فى حل خلافى مع خطيبتى وثبت لى انها كانت توقع بيننا لاننى اظن انها تحبنى وانا الان الوم نفسى ليل نهار على عدم فطنتى وغبائى لاننى ضيعت حياتى اقصد حب حياتى
السلام عليكم ورحمة الله.. أخي السائل الكريم: نرحب بك أولا على صفحات موقعنا المستشار سائلين المولى جل في علاه أن ينفعك بما فيه وأن ينفعنا بك وأن ينور حياتك وأن يسعدك بطاعته في الدنيا والآخرة.
ثم أما بعد:
فلا شك أن علاقات الحب والعواطف هي علاقات حرجة وفي ذات الوقت علاقات جميلة وذلك إن تعطرت بطاعة الخالق الكريم سبحانه، كما أن ما سألت عنه شيء متكرر في حياة البشر؛ لأن البشر بشر، ولعلك تفهم ما أريد قوله عن طبيعة الإنسانية من الغيرة والغل والحقد وكذا الحب والهوى والعشق.
ولكن اسمح لي أن أسألك عدة تساؤلات عدم وضوح إجاباتها قد يسبب خللا في الرد عليك، ومنه على سبيل المثال:
1. سنك: هل هو فعلا من 40 : 50؟ أم أن هذا السن للتمويه؟ وإن كان هذا سنك فالسؤال الآخر:
2. هل أنت متزوج؟
3. ثم قصة هذا الحب بينك وبين ابنة خالتك هل كانت علاقة خطوبة لأني وجدنك تقول عن ابنة خالتك الأخرى: [كنت اعتبرها وسيطا في حل خلافي مع خطيبتي] فهل كانت خطوبة أم حب عادي؟
4. ثم إنه لم توضح لنا واقعك الآن: أين أنت عمرا ومكانا وزمانا وأشخاصا ووظيفة وأهلا؟
كل هذه التساؤلات ستوضح لنا وبجلاء طريقة الرد عليك، ولكن يمكننا أن نشير عليك بالآتي:
أولا: عليك يا أخي أن تتوازن في مشاعرك وتضبطها وأن تحكم عقلك في علاقاتك العاطفية، وكما قيل: ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول.
ثانيا: إذا كنت ما زلت في علاقتك بخطيبتك فحدد شروط ومواصفات زوجة المستقبل وإن كانت تتوفر فيها الصفات التي تريدها وتتناسب مع دينك وأخلاقك فأقبل وأكمل ارتباطك بها، ولا تنظر إلى كلمات أختها، وإن كانت العلاقة انقطعت أو أنها لا تتوفر فيها الصفات فلا تبكي عليها واعلم بأنك لن تتزوج إلا امرأتك لا امرأة غيرك؛ فكل رحم مكتوب عليه ناكحه.
ثالثا: لا يعني انقطاع العلاقة بينك وبين مخطوبتك هذه أن تنقطع علاقتك بأهلك وبرحمك ولكن الصلة تكون بحدود يحفظ فيها ماء الوجه والكرامة.
رابعا: لو كانت توجد فرصة من الرجوع وقد فسخت الخطوبة فلا مانع من إعادة الارتباط وتعلم ألا تستمع كلمات من أخريات عن امرأة خاصة لو كانت قرينتها سنا أو علما أو ثقافة أو جيرة؛ فإن أخطر الغيرة غيرة الأقران في النسب أو العائلة أو الزمالة العملية والوظيفية والمهنية.
خامسا: عليك بأن تحدد هدفك من الحياة، وخطتك المستقبلية وأعتقد أنك ما زلت شابا وأن السن السابق وهمي وأنك شاب جامعي كذلك فعليك بأن تذاكر الآن وأن تنتبه لمذاكرتك ودراستك حتى تتفوق وتتميز وتكون شامة تمثل إسلامك أمام الخلق جميعا، وإن كنت أنهيت الجامعة فعليك بأن تخطط لأعمالك وحياتك وشقتك التي ستتزوج فيها.
سادسا: لو كانت العلاقة انتهت فعليك بأن تركز الآن في مستقبلك وممن ستتزوج، وعليك بأن تمسك بورقة وقلم وتكتب صفات من تريد ومن ستختار؟ ولا تختار حسب العقل والهوى والعشق والشغف، مع أن الإسلام لا يمنع الحب ولكن يضبطه لتستقر حياتك، ولتعلم أن من أسباب سعادة المرء: المرأة الصالحة، فاحرص -لتفوز بخيري الدنيا والآخرة- احرص على اختيار امرأة صالحة طيبة دينة.
أسأل الله تعالى أن يلهمك الصواب والسداد في الأمور وأن يحفظك من كل سوء وأن يرزقك الزوجة الصالحة والذرية الصالحة يارب العالمين ونكرر شكرنا لثقتك بنا سائلين المولى سبحانه أن ينفعك بما نصحناك به.
كتب الله لك التيسير والتوفيق في حياتك، ووافينا بآخر أخبارك.
الكاتب: أ. عادل عبد الله هندي
المصدر: موقع المستشار